قرارات العام الجديد 2026: بداية جديدة

 

نسترجع ما مضى برفق، ونمضي قدماً بخطوات واثقة

مع اقتراب نهاية العام، يشعر الكثيرون منا بضغط خفي يدفعنا إلى النظر إلى الماضي ومحاولة فهم كل ما حدث. ما الذي نجح، وما الذي فشل، وما الذي نتمنى لو سار بشكل مختلف. غالباً ما تأتي تأملات نهاية العام مصحوبة بتوقعات غير معلنة بأنه يجب أن نصل إلى وضوح تام، وإحساس بالختام، وخطة واضحة لما هو قادم. لكن الحياة الواقعية نادراً ما تغلق فصولها بهذه السلاسة. قبل التفكير في الأهداف أو القرارات، قد يكون من المفيد أن نُبطئ إيقاعنا قليلاً وأن نرى ما منحه لنا هذا العام وما الذي طلبه منا.

التقت Takalam بالدكتور خليفة المقبالي لإجراء حوار حول أصول قرارات العام الجديد والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بها.

ما قد يكون علّمنا هذا العام

يترك كل عام بصمته بطريقته الخاصة. تأتي بعض الدروس بصدى عالٍ من خلال تغييرات كبيرة أو اضطرابات مفاجئة، بينما يظهر بعضها الآخر بهدوء من خلال التكرار أو التحوّلات الصغيرة التي لا نلاحظها إلا لاحقاً. قد تدرك(ين) هذه الدروس من خلال اللحظات التي شكلتك بدلاً من تلك التي حددت هويتك.

قد تجد(ين) نفسك تفكر(ين) في:

· موقف اضطررت فيه إلى التكيف

· حدود تعلمت وضعها

· لحظة غيّرت نظرتك إلى نفسك

فهذه التجارب لا تتحول دائماً إلى دروس واضحة المعالم، ولكنها غالباً ما تؤثر في الطريقة التي تمضي(ن) بها قدماً. وهذا التأثير بحدّ ذاته مهم.

لماذا قد تبدو الأهداف غير مريحة أو ثقيلة

غالباً ما لا ينبع الشعور بعدم الارتياح تجاه الأهداف بسبب الكسل أو نقص الانضباط. بل يتعلق الأمر بمصدر أفكارنا حول الأهداف. فقد تعلم الكثيرون منا مفهوم الأهداف في بيئات تنظيمية صُمّمت لقياس الأداء والكفاءة والإنتاجية. ومع مرور الوقت، انتقلت طريقة التفكير الصناعي هذه إلى داخلنا، ليشكّل طريقة تعاملنا مع حياتنا الشخصية. وبدأنا ندير أنفسنا كما لو كنا مشاريع، مستخدمين لغة الإنتاجية، والغايات، والنتائج. لكن البشر لا ينمون بالطريقة نفسها التي تنمو بها المؤسسات. فالنمو الإنساني يحدث من خلال العلاقات، والسياق، والتوقيت، والتجارب المشتركة، وليس من خلال التحسين المستمر.

 

قد يكون من المفيد أن تتوقف(ين) قليلاً وتسأل(ين) نفسك:

عندما أفكر في الأهداف، هل أشعر أنها محفزة أم متطلبة، وكيف قد تؤثر تجاربي السابقة في العمل أو توقعاتي على ذلك؟

أحياناً ما يعيق التقدم ليس قلة الجهد، بل الإطار الذي نستخدمه.

لاحظ(ي) ما استنزف طاقتك وما دعمك

عند النظر إلى العام المنصرم، قد يكون من المفيد ملاحظة أين ذهبت طاقتك. فبعض جوانب الحياة تستنزف طاقتنا بطبيعيتها، بينما تساعدنا جوانب أخرى على استعادة التوازن.

يمكنك التأمل في:

· المسؤوليات أو التوقعات التي شعرت أنها أثقل مما ينبغي

· البيئات أو الأدوار التي جعلتك تشعر بالانفصال

· الأشخاص أو العادات أو اللحظات التي ساعدتك على الشعور بمزيد من الثبات أو بأنك أقرب إلى نفسك

لا تحتاج(ين) إلى تغيير أي أمر في الوقت الحالي. مجرد ملاحظة هذه الأنماط يمكن أن يغير بالفعل طريقة تعاملك مع العام المقبل. إذا كانت بعض التجارب لا تزال تبدو عالقة أو مثقلة بالمشاعر، فإن إتاحة مساحة للتحدث عنها يمكن أن يساعد في توضيح الأمور وإنهاءها.

التطلع إلى المستقبل من دون تحويل نفسك إلى مشروع

التخطيط وتحديد الاتجاه مهمان، لكن الاتجاه لا يعني بالضرورة التحكم. في حياة الإنسان، غالباً ما تعمل الأهداف بشكل أفضل كبوصلة توجيهية لا كعقد ملزم. أمر يرشدك من دون أن يطالبك بالكمال.

عندما تفكر(ين) في العام المقبل، قد يكون من المفيد أن تركّز(ي) بشكل أقل على الإنجازات وتركّز(ين) بشكل أكبر على الانسجام. فكّر(ي) في:

· الوتيرة التي تبدو مستدامة بالنسبة لك في الوقت الحالي

· القيم التي تريد أن تعكسها أهدافك

· الكيفية التي تريد(ين) أن تظهر في علاقاتك، وعملك، وحياتك اليومية

البدء من هذا المكان يمكن أن يجعل الأهداف تبدو أخفت، وأكثر مرونة وواقعية. فنادراً ما تتحقق الأهداف بمفردنا. ينمو الإنسان في العلاقات، ويشكّل الأشخاص من حولنا ما يبدو ممكناً ومدعوماً. وجود من يفهم اتجاهك أو يحترمه يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً.

وقد يتمثل هذا الدعم في:

· التواجد مع أشخاص يشاركونك القيم نفسها

· مشاركة نواياك مع شخص تثق به

· التحدث مع الأصدقاء أو العائلة لتوضيح أفكارك

ففي بعض الأحيان، مجرد التعبير عن الهدف بصوت عالٍ يجعله أكثر واقعية. أن تكون نواياك مرئية ومسموعة يمكن أن يقوّيها أو يعيد تشكيلها بلطف بطرق مفيدة.

مع اقتراب نهاية العام

لا يرد موعد نهائي لفهم ما يدور من حولك. ليس العام الجديد اختباراً يجب اجتيازه. بل هو فصل جديد فحسب. إذا أثار التفكير بعض الغموض أو مشاعر مختلطة، فهذا لا يعني أنك متأخر(ة). بل يعني أنك منتبه(ـة).

قبل المضي قدماً، تأمّل(ي) في هذا السؤال:

لو كانت أهدافك أقل تشكّلاً بالضغط وأكثر تشكّلاً بالدعم، فما الذي قد يتغير في تجربتك للعام المقبل؟

لا يجب أن يكون التفكير رحلة فردية دائماً. فبالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يساعد التحدث مع شخص مدرّب على الاستماع في إضفاء إحساس بخاتمة صحية على العام الذي انقضى، أو الوضوح والثبات مع بدء عام جديد. إن وجود مساحة محايدة لاستكشاف أفكارك وقيمك وأهدافك يمكن أن يجعل من السهل المضي قدماً بنية واعية بدلاً من الضغط.

ولدعمك خلال هذه المرحلة الانتقالية، تقدم Takalam لقرّائها رمز خصم خاص لاستخدامه في جلسات إرشاد نفسي. سواء كنت تريد(ين) إنهاء العام بشعور أخف، أو بدء العام الجديد بعقلية أكثر وضوحاً وإحساساً أقوى بالاتجاه، فالدعم متاح عندما تكون(ين) مستعداً(/ة).

لست بحاجة إلى أن تكون(ي) قد توّصلت إلى كلّ الإجابات لاتخاذ هذه الخطوة. أحياناً، يكفي أن تبدأ(/ئي) بالمحادثة

Share via