لماذا من المهم التحقق من مشاعر الحزن لديك؟

في كثير من الأحيان، نجد أنفسنا نتصرف بقسوة على أنفسنا؛ نصدر الأحكام على مشاعرنا بتصنيفها إما "جيدة" أو "سيئة"، فالمشاعر التي نصنفها على أنها "سيئة" أو سلبية، كالحزن مثلًا، نميل إلى إبعادها وانكارها ونعتبرها شيئًا يجب تجنبه أو إخفائه، في هذه المدونة، سنكتشف أهميّة فهم مشاعرنا والاعتراف بها. في تكلّم، نحن نؤمن بقوة تقبّل مشاعرنا، بدلاً من إنكارها، كخطوة أساسيّة في رحلة التعافي النفسي.

 

غالبًا ما يكون فهم مشاعرنا هو الخطوة الأولى نحو التعافي، والحزن، مثل كأي مشاعر أخرى، هو تجربة إنسانية بحتة؛ فهو ليس علامة ضعف أو فشل، وفي الواقع، الاعتراف بالحزن وقبوله هو الخطوة الأولى نحو اكتساب فهم أعمق لمشاعرك، وهو جزء أساسي من مشاعرنا وعواطفنا، وإنكاره أو تجاهله يمكن أن يعيق نمونا الشخصي، إن وصف الحزن بأنه "سيء" يعكس فهمًا خاطئًا لطبيعتنا الإنسانيّة والوقوف ضدها. تذكّر أن الشعور بالحزن هو جانب طبيعي وأساسي كونك إنسانًا.

 

في بيت الضيافة، بقلم الرومي، يتم تشجيعنا على التعامل مع مشاعرنا كضيوف يزورون منزلنا؛ معاملة كل المشاعر بحب وتقبّل، ويشجّعنا الرومي أن نلتقي بهؤلاء الزوّار "غير المتوقعين" (سواء كانت مشاعر الفرح، العار، الاكتئاب، أو الحقد)، عند الباب مبتسمين مرحّبين بهم، وقد يخرجون بأي لحظة، ما يفسح المجال لاستقبال بهجة جديدة في حياتك. يأتي بدلا من ذلك. إذًا، فإن الترحيب بمشاعرك ومعاملتهم كضيوف مؤقتين، يتيح لنا أن تكون أكثر حكمة في التعامل معهم، فالحزن ليس مجرد ضيف "غير مريح"، بل إنه رسول جاء محاولًا لفت نظرك لأمر مهم، من خلال استقبال وتقبّل حزنك، يمكنك فهم الرسائل الكامنة وراءه.

 

في عالم يدعونا "غالبًا" لكبت مشاعرنا ورفضها، من المهم أن ندرك أن المشاعر- بما في ذلك الحزن- ليست "جيدة" أو "سيئة" بطبيعتها، إنها ببساطة جزء من تجربتنا الإنسانية، ولا يعني الحزن أنك شخص ضعيف؛ بل إنه تعبير عن الذكاء العاطفي والتعاطف مع الذات، من خلال فهمك وتقبّلك، فإنك تفتح الباب أمام تطوّرك الشخصي وتعافيك النفسي. في تكلّم، نحن هنا لدعمكم في رحلتكم نحو حياة أكثر عافية وسعادة.