السميّة في مكان العمل وأثرها على صحة الموظفين

معظم الوظائف مرهقة، وجميعنا نمر بأوقات عصيبة في العمل، مما يجعل الأمر أكثر إرهاقًا، ومع ذلك، إذا كانت وظيفتك تسبب لك ضغوطًا مزمنة وتُشعرك دائمًا بأنك لا ترغب بالذهاب إلى العمل، ليس فقط بسبب الوظيفة المرهقة نفسها، إنما لتجنب السلبية السائدة أيضًا، فهذا مؤشر بأنك تتعامل مع "بيئة عمل سامة".

 

ثبت أن السميّة في العمل تؤثر سلبًا على الصحّة النفسيّة للموظفين، وقد تؤدي لإصابتهم بالاكتئاب في بعض الأحيان.

إذًا، ما هي علامات “بيئة العمل السامة”؟ وكيف تؤثر على صحتك النفسيّة كموظف؟ وكيف يمكننا مواجهتها؟

يمكن أن تتضمن علامات "بيئة العمل السامة" أشياء كثيرة، أهمها:

 

-النميمة:

من الصعب أن تكون منتجًا في بيئة عمل تسودها الشائعات والقيل والقال، لذا فإن الشعور بأن فريق العمل الذي من المفترض أن يجتمع لتحقيق هدف موحد، قد تم تقسيمه إلى عدّة جماعات متعارضة، والذي بدوره يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية لديهم، ويؤثر على شغف الموظفين نحو تحقيق أهداف الشركة، وبالتالي فهو حتمًا مضيعة للوقت.

وفي بعض الحالات، أدى التنمر الذي يحدث في بيئات العمل التي تسودها النميمة، إلى آثار أكثر خطورة، وقد تصل إلى ترك الشخص لوظيفته أو معاناته من اكتئاب شديد.

 

-مسؤولي العمل السامّين:

المدير السام هو أحد الأسباب الرئيسية التي قد تدفع الموظف إلى ترك وظيفته، لأن المدير السام لا يكتفي بالعمل أبدًا، ولا يقدم كلمات التشجيع والثناء، وعادة ما يُظهر مهارات قيادية سيئة تجاه الموظفين، كالنقد المدمر والمستمر، وحجب التواصل بينه وبين موظفيه، ما يجعل من الصعب إرضاء مثل هؤلاء الرؤساء في بيئات العمل.

 

-التقدم البطئ:

علامة أخرى على بيئة العمل السامة هي قلة فرص النمو، إن العمل في بيئة راكدة،

وعدم وجود مجال للترقيات أو التطوّر المهني، سيؤثر بلا شك على الصحة النفسيّة للموظفين، مما يجعلهم يشعرون بالضيق والإحباط، وشعورهم بالاستعداد على التخلي عن العمل والعثور على وظيفة تتناسب مع رغباتهم في التطوّر على الصعيدين المهني والشخصي.

لذا فإن بيئة العمل تؤثر على الصحّة النفسيّة للموظف بدون أدنى شك، فبدلاً من أن يكون متحمسًا لاستقبال يوم عمل جديد ويكون منتجًا، يجد الموظف نفسه ذاهبًا لعمله بدون أي رغبة للدخول في هذه البيئة السلبية، وينتظر بفارغ الصبر انتهاء ساعات العمل من أجل المغادرة، وبهذه الحالة يكون الإحباط هو الشعور المسيطر في مكان العمل هذا.

 ويمكن أن يكون تدني احترام الذات أيضًا ذو تأثير كبير للنقد المستمر وعدم التقدير الذي يتلقاه الموظف، لذا لن تقتصر الآثار على الحياة المهنية للموظف وحسب، بل ستتفرع هذه التأثيرات إلى جوانب أخرى من حياة الموظف مثل علاقاته الشخصية.

 

للضغط المستمر والقلق الناتج عن أماكن العمل السامة آثار سلبية لا حصر لها، ليس فقط على الصحة النفسيّة للموظف، ولكن أيضًا على صحته الجسدية، كالنوم ومستوى الانتاجيّة.

ومع مرور الوقت، وفي معظم الحالات، سيُصاب الموظف بالاكتئاب بدون أدنى شك، والذي سيؤدّي بدوره لمشاكل كبيرة.

 

إذًا، ما الحل؟

في حالة عدم توفر خيار لتغيير وظيفتك في الوقت الحالي، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو العمل على حماية صحتك النفسيّة ورعايتها قدر الإمكان.

ويمكن أن يكون البحث عن العلاج خيارًا قد يغير حياتك!

ومن هذا المنطلق، ندعوك لحجز جلستك الآن معنل، لدينا أفضل المستشارين وأكثرهم كفاءةً وخبرة.

 

أيضًا يمكنك تحقيق بعض الإنجازات خارج مكان العمل، وذلك من خلال ممارسة الهوايات أو الانضمام للأعمال التطوعية.

وفيما يتعلّق بزملاء العمل، إذا كان زملاؤك جزءًا من هذه السميّة السائدة في العمل، فحاول تجنّب التواصل بهم قدر الإمكان.

 

تعتبر حماية صحتك النفسيّة ورعايتها أولوية في جميع الأوقات، وخاصة في مكان العمل، حيث تقضي وتستثمر فيه معظم وقتك وحياتك.