مزيج المشاعر: تقبّل الاعتيادية في حياتنا اليوميّة

الحياة هي رحلة مليئة بعدد لا يحصى من المشاعر، منها المبهجة ومنها الصعبة،وسط هذا الطيف من المشاعر، يكمن هنالك خيط هادئ وغالبًا ما يتم الاستهانة به، وهو "المعتاد".

في هذه المدونة، سنكتشف جمال المشاعر العادية التي غالبًا ما يتم التغاضي عنها، وسنوضّح دورها في إضفاء لمسات جميلة لمشاعرنا.

 

في سعينا وراء كل ما هو جديد، غالبًا ما نرفض أو حتى نخاف من المشاعر العادية، تلك المشاعر التي لا تبهجنا ولا تزعجنا، ومع ذلك، فإن هذه المشاعر هي جزء أساسي من كونك إنسانًا، إنها تشكل الأساس الذي تظهر عليه المشاعر الأخرى الأكثر قوة، مما يوفر العمق والتباين لتجاربنا العاطفية المختلفة، بدون الأشياء العادية، لا يمكننا أن نقدر اللحظات الاستثنائية! لذا، بدلًا من مقاومة مشاعرنا أو تجاهلها في الأيام هذه، يمكننا أن نختار تقبّلها، تخيّلها كاللوحة الفنيّة، فبدون الظلال والألوان الخلفية، لا يمكن أن يظهر التباين بينها وبين الرسومات الأخرى، كلاهما مكمّل للآخر.

 

المشاعر العادية ليست بالضرورة "بلا معنى"؛ على سبيل المثال، الشعور بالرضا خلال مساء هادئ في المنزل، أو الرضا عن إكمال مهمة روتينية، أو الراحة من روتين مألوف يمكن أن يجلب الشعور بالاستقرار والتوازن في حياتنا، الحياة هي عمل متوازن، والاعتياديّة تلعب دورًا حاسما في إحداث هذا التوازن، إنه يوفر لنا فترة راحة من المشاعر الأكثر حديّة، والتي يمكن أن تطغى علينا في بعض الأحيان، بدلاً من رؤيته على أنه فراغ، اعتبر الأمور العادية بمثابة مساحة للتأمل والتعافي والتحضير لما هو قادم.

 

ممارسة الامتنان يمكن أن يساعدنا في العثور على الجمال في تفاصيل كل ما هو مألوف، خذ لحظة كل يوم للتفكير في الأشياء البسيطة التي تشعر بالامتنان لها، يمكن أن يكون ذلك دفء ضوء الشمس على وجهك، أو وجبة لذيذة، أو ابتسامة من أحد أفراد أسرتك، من خلال تقدير هذه اللحظات اليومية، فإنك تضفي على حياتك ثراءً ومعنى.

 

في وسط هذا المزيج من المشاعر التي نعيشها، فإن الأمور العاديّة ليست شيئًا مملًا أو تافهًا، إنه جزء أساسي من هذا النظام، وهو الذي جعلنا ما نحن عليه، من خلال تقبّل وتقدير المشاعر العادية، نكتسب فهمًا أعمق لذواتنا الداخلية، وتقديرًا جديدًا للجمال الموجود في تفاصيل البساطة، لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في وسط أشياء عاديّة، تذكّر أنها جزء لا يتجزأ من رحلتك العاطفية، فهي ما توفر التوازن والاستقرار لحياتك، فقط ركّز، تأمل، كن ممتنًا، وسوف تكتشف ثراءً عميقًا وغالبًا ما يتم تجاهله في الحياة اليومية.