قوة اللطف وعلاقته بالرفاهية النفسيّة 

عندما وسط زحام الحياة، من السهل أن ننسى التأثير الذي يمكن أن تحدثه الأفعال البسيطة اللطيفة؛ ليس فقط على الآخرين، ولكن على عافيتنا النفسيّة، في هذه المدونة، سنكتشف قوة اللطف كأداة لتعزيز سعادتنا ورفاهيتنا، بدءًا من الابتسامة! 
 

لقد أثبت الباحثون أن تمرين عضلات الابتسامة يمكن أن يجعلنا نشعر بالتحسن، فعندما تنقبض عضلاتنا المبتسمة، فإنها ترسل إشارة إلى الدماغ، مما يحفز نظام المكافأة الداخلي لدينا، وتعمل هذه الإشارة على إطلاق الناقلات العصبية مثل السيروتونين والاندروفين والتي تقوم بدورها بتقليل مستويات التوتر لدينا وحتى تخفيف الآلام بشكل عام، ليس من الضروري أن تكون الابتسامة مرتبطة بأي حدث معين، فالابتسامة يمكن أن "تخدع" أدمغتنا وتجعلها تشعر بالسعادة، لأن الفعل التمثيلي البسيط يعمل على تنشيط هذه العضلات يمكن أن يقلل بشكل كبير من التوتر ويخفض مستوى ضربات القلب. 
 

كما أن الابتسامة معدية، في مراجعة للانعكاس العاطفي نُشرت في مجلة Trends in Cognitive Sciences (2016)، وجد علماء النفس الاجتماعي أن الأشخاص في المواقف الاجتماعية يتأثرون بتعبيرات وجه الآخرين لتنعكس تلك التعبيرات العاطفية على أنفسهم تباعًا، وبالتالي فإن هذه الأفعال الصغيرة من اللطف تخلق تأثيرات مضاعفة تمتد إلى ما هو أبعد مما نعتقد،. إضافًة لذلك، أظهرت الأبحاث أن الانخراط في أعمال اللطيفة يخلق سلسلة من المشاعر الإيجابية. 
 

إن الفرح الذي نشعر به عندما نجعل شخصًا آخر يبتسم يساهم بشكل كبير في إحساس الرفاهية لدينا، وبعبارة أخرى، فإن اللطف هو طريق ذو اتجاهين يستفيد منه كل من المعطي والمتلقي. 
 

اللطف لا يقتصر فقط على جعل شخص ما يبتسم في هذه اللحظة؛ بل إنه يوفر إحساسًا عميقًا بكيان الشخص وأهميته، فعندما ننخرط في أعمال الخير، فإننا نستفيد من رغبتنا الفطرية في إحداث تأثير إيجابي على العالم من حولنا، ويمكن أن يكون هذا الإحساس بالهدف السامي لحياتنا أن يكون عاملًا قويًا يمنع مشاعر الوحدة والاكتئاب، أيضًا فإن اللطف يعزز التواصل مع الآخرين ويقوي العلاقات سواء كانت مع الأصدقاء أو العائلة أو حتى الغرباء، حيث  تزودنا هذه النوعية من التواصل بلطف بدعم قوي ممن هم حولنا عند حاجتنا لذلك. 
 

جمال اللطف هو أنه ليس من الضروري أن يكون مُكلفًا، وفيما يلي بعض الطرق البسيطة لإضافة العادات البسيطة اللطيفة في حياتك اليومية:
 

ابدأ يومك بابتسامة: لقد ناقشنا بالفعل الفوائد النفسيّة للابتسامة - بدء يومك بهذه اللفتة البسيطة يمكن أن يشرق بها يومك فعلًا. 


 التعبير عن الامتنان: خذ لحظة لشكر من حولك، سواء كان شريكك أو زميلك في العمل أو حتى الذي يُعد قهوتك الصباحية. 


أنصت لمن حولك: أعط انتباهك الكامل عندما يتحدث إليك شخص ما، فالاستماع بتعاطف هو شكل قوي من أشكال اللطف
. 


 اعرض المساعدة: إذا رأيت شخصًا يحتاج المساعدة أيًّا ما كانت، فاعرض عليه مساعدتك ان استطعت ذلك، مساعدتك للآخرين تصنع فرقًا. 


 أعمال لطيفة بسيطة: فاجئ شخصًا بهدية صغيرة، أو رسالة لطيف، حيث يمكن لهذه الأمور غير المتوقعة أن يكون لها تأثير عظيم. 


في الختام، اللطف ليس مجرد هدية جميلة نقدمها للآخرين، ولكنه أيضًا أداة قوية لتعزيز صحتنا النفسيّة. لذلك، دعونا نسعى ما استطعنا أن نكون سببًا في ابتسامة شخص ما اليوم؛ من خلال القيام بذلك، فإننا نعزز سعادتنا ونخلق عالمًا أكثر إشراقًا وتعاطفًا
.