أهميّة السعادة: تعزيز الإبداع والإنتاجية، حل المشكلات وتحقيق النجاح

في العالم السريع الذي نعيش فيه اليوم، غالبًا ما يكون السعي لتحقيق النجاح هو محط اهتمام الجميع، سواء كان الأمر يتعلق بالتفوق في حياتك المهنية، أو تحقيق الأهداف الشخصية، أو مجرد أن تعيش حياة مُرضية، كلها تندرج تحت مفهوم النجاح، لكن ماذا لو أخبرتك أن هناك أداة قوية وغالبًا ما يتم تجاهلها يمكنها تعزيز طريقك نحو النجاح بشكل كبير؟ نعم، إنها "السعادة". 

السعادة لا تقتصر على الشعور بالسعادة وفقط؛ إنها قوة فعّالة يمكنها تعزيز إبداعك وإنتاجيتك وقدراتك على حل المشكلات، وفي هذه المدونة، سنستكشف كيف تساهم السعادة في نجاحك الشامل وكيف يمكن أن تكون الاستشارة من المختصّين مصدرًا قيمًا في رحلتك إلى حياة أكثر سعادة ونجاحًا. 

قام شون أكور، وهو باحث رائد في علم النفس الإيجابي، بتعميم مفهوم "أهميّة السعادة"، فقد وجد أن السعادة ليست مجرد نتيجة للنجاح؛ بل إنها مقدمة للنجاح! فعندما تكون سعيدًا، يصبح عقلك أكثر تفاعلًا وإبداعًا وتحفيزًا، مما يمهد الطريق لزيادة النجاح في مختلف جوانب حياتك. 
 

تحفّز السعادة المسارات العصبية في دماغك، مما يجعلك عقلك أكثر انفتاحًا واتساعًا، عندما تكون في مزاج إيجابي، فمن المرجح أن تفكر خارج الصندوق، وتستكشف إمكانيات جديدة، وتتوصل إلى حلول مبتكرة للمشكلات، ويمكن لهذا الإبداع أن يغيّر قواعد اللعبة، سواء كنت فنانًا أو رجل أعمال أو محترفًا تبحث عن حلول جديدة في العمل. 
 

يعتمد النجاح غالبًا على قدرتك على التغلب على العقبات وحل المشكلات المعقدة، حيث تزودك السعادة بالمرونة المعرفية واللازمة للتغلب على هذه التحديات، ويمكن أن تساعدك رؤيتك الإيجابية للأمور على التعامل مع المشكلات بوعي وحكمة، والنظر لأي انتكاسات على أنها فرصة للنمو بدلاً من اعتبارها عائقًا لا يمكن التغلب عليها. 

ومع ذلك، من الضروري أن ندرك أن تحقيق السعادة والحفاظ عليها ليس دائمًا بالأمر السهل، ففي بعض الأحيان، يتوجب علينا طلب المساعدة والتوجيه من المختصّين للبقاء في طريق السعادة. 

وتعتبر الاستشارة هي مساحتك الآمنة والسريّة لاستكشاف أفكارك وعواطفك وظروف حياتك والتعامل معها من خلال الخطة العلاجية، وتمكّنك من الحصول على فهم أعمق لما يجعلك سعيدًا حقًا وتحديد أي حواجز أو أنماط تفكير سلبية قد تعيقك. 
 

في سعيك لتحقيق النجاح، لا تتجاهل أهميّة السعادة في حياتك، أعط الأولوية لرفاهيتك وسعادتك. 

تذكر أن السعادة ليست محطة؛ إنها الطريق لتحقيق انجازاتك، لذا تبنّى السعادة واستمتع بمشاهدة التغييرات في حياتك وهي تمهد الطريق للنجاح الذي طالما حلُمت به.