الحزن زائر عابر ومصيره الرحيل

وكما تعبر الغيوم السماء، كذلك ينحسرُ الحزن ويمضي في حياتنا. في هذه المدونة سندرك طبيعة الألم المؤقتة وأهمية تذكير أنفسنا أنه حتى في عمق الظلام يمكن للشمس أن تشرق من جديد.

 

عندما تجد نفسك غارقّا بالحزن وكأنها عاصفة لن تنتهي، من المهم أن تذكر أن طبيعة العاصفة كذلك الانحسارُ شيئا فشيئا  وكذلك مشاعرك المصاحبة لهذا الحزن ستنحصر، وأن امتلاك هذه الرؤية وهذا الفهم تكون بمثابة مواساة حقيقية لواقع هذه الفترة وما بعدها.

 

إن معادلة الحزن مع النفس، واليأس من الحياة، هي كمعادلة المطر مع النّبات، فهي تحتاجه كما تحتاج الشمس معًا حتى تنبت. وكما أن الحياة تتأرجح بين متعة وألم، كذلك النفس مع الحزن لا تكتمل الحياة إلا بهما. الوعي بأن الحزن هو جزء من هذه الرحلة يقودنا للتطوّر والنم احتواء الحزن كجزء لابدّ منه في هذه الرحلة يقود إلى التطور الذاتي، وهي دافع مهم لزيادة قدرتك التحملية. الوعي بذلك حتى في أضعف اللحظات هو علامة تطوّر مميزة تستحق الامتنان.

 

أخيرًا، تذكر أن الحزن هو جزء من حياتك وليس كل الحياة، وأنك إذا تبنيت هذه النظرة في حياتك تلقيّت تحمّلًا وتكيفًا بمستوى أعلى فإن تبنّيت هذه الفكرة ستكون أكثر مرونة في التعامل مع هذه المشاعر، لأنك ستكون مُدركًا أنها حالة مؤقتة وستنتهي وأنها جزء واحد من رحلتك المستمرة.

 

 

الوعي تجاه مشاعر الحزن هو جزء أساسي للوصول للاتزان النفسي والعاطفي،

فهي حالة مؤقتة تعبُر حياة البشر وستمضي، بل ويمكن منها جمع مفاتيح القوة والانطلاق نحو القادم بخطوات واثقة ثابتة.

 

خلال مرورك بمشاعر الحزن، تذكر انك ستتجاوزها وأن الأيام القادمة أفضل.

إن حياتك ككتاب، والحزن هو فصل واحد من هذا الكتاب، يعرّفك على نفسك أكثر ويمنحك قوة واستعدادًا أفضل لاستقبال القادم.