من "اللامبالاة" إلى النعيم: قوة تأثير الأفعال الصغيرة على الرعاية الذاتية

هل سبق أن مررت بتلك الأيام التي استيقظت فيها وأنت تشعر بأنك أقل حماسًا للحياة؟ كما تعلمون، الأيام التي لا تستطيع فيها تحديد ما نشعر به، ولكنك تشعر فقط "بلامبالاة"، جميعنا مر بتلك المشاعر، فإذا وجدنا أنفسنا دائمًا في حالة مزاجية سيئة، فهذا يخبرنا أن الوقت قد حان لإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وإعادة شحن طاقتك العاطفية، في هذه المدونة، سنتعمق في فهم هذه الرسالة على مستوى أعمق وممارسة بعض الأفعال الصغيرة من الرعاية الذاتية، التي بدورها ستنقلنا من "اللامبالاة" إلى النعيم.

 

إن الشعور "بلامبالاة" هو رسالة من جسدك تقول: "أحتاج الراحة، وإعادة شحن وتجديد الطاقة والنشاط". ويمكن أن يكون ذلك بمثابة تذكير بأنك كنت تضغط على نفسك كثيرًا، وأن الوقت قد حان لمنح نفسك فترة راحة، لذا بدلاً من رفض هذا الشعور أو تجاهله، اغتنمها كفرصة للعناية بنفسك!

 

الخطوة الأولى في تغيير يومك هي الاعتراف بمشاعر اللامبالاة التي تمر بها، ففي بعض الأحيان، نحاول قمع مشاعرنا أو تجاهلها، خاصة عندما ننظر إليها على أنها غير مرغوب فيها أو غير مريحة، لكن الاعتراف بها هو الخطوة الأولى نحو التعافي منها، فبدلًا من تصنيفها كمشاعر سلبية، اعتبرها حافزًا للتغيير الإيجابي في حياتك، استخدم هذه اللحظات للتفكير في حياتك وأولوياتك وروتين الرعاية الذاتية الخاص بك، هل هناك أمور في حياتك تحتاج إلى المزيد من الاهتمام؟ هل تهمل نفسك ومشاعرك ورفاهيتك النفسيّة؟ يمكن لتلك اللحظات أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ، تحثك على إجراء تغييرات إيجابية في حياتك، عندما تشعر بـ "بلامبالاة"، فهذه هي طريقة جسدك بإخبارك: "انتبه لي .. أنا هنا!" لذا فإن الاستماع إلى ما تخبرك به حالتك المزاجية هو الخطوة الأكثر أهمية نحو فهم أنفسنا بشكل أفضل.

 

في الأيام التي نشعر فيها بالبطء وقلة الانتاجيّة، بدلًا من توبيخ نفسك لعدم إنتاجيتك، كن لطيفًا مع نفسك، كل شخص لديه أيام يحتاج فيها إلى الراحة، ومن الجيد تمامًا أن يكون لديه تلك الأيام أيضًا!

وخلال مرورك بتلك المشاعر، كن عطوفًا على نفسك من خلال التحدث إلى نفسك بنفس اللطف والتعاطف الذي تقدمه لصديق لك يمر بوقت عصيب.

 

يمكن لأفعال الرعاية الذاتية الصغيرة أن تصنع العجائب إذا مارستها وأنت بحالة اللامبالاة تلك، لا يجب أن تكون معقدة أو صعبة، يمكن أن يكون الأمر بسيطًا! فمثلًا أخذ حمام دافئ، أو احتساء كوب من الشاي، أو الاستلقاء وقراءة كتاب تحبه، يمكن أن تساعدك هذه الأنشطة على الاسترخاء وإعادة شحن طاقتك وتغيير حالتك المزاجية للأفضل، تذكر أنه على الرغم من أنك قد تشعر باللامبالاة وقلة الإنتاجيّة، فإن الاعتناء بنفسك يعد وسيلة قيّمة ومثمرة لقضاء وقتك، حتى لو تمكنت من القيام بشيء واحد فقط لنفسك اليوم، فلا تزال هذه خطوة قيمة وجديرة بالاهتمام نحو الرعاية الذاتية والرفاهية.

 

وإذا تكرّرت عليك هذه المشاعر وأصبحت أكثر إرهاقًا، أو كنت تواجه صعوبة في العثور على المتعة في الأنشطة التي كنت تستمتع بها سابقًا، ففكر في طلب الدعم من أحد مستشارينا المختصّين، يمكن لمستشارينا المختصّين تقديم التوجيه ومساعدتك في فهم وتطوير نفسك، إضافَة لتوفير مساحة آمنة خالية من الأحكام لتتحدث عن مشاعرك، على الرغم من أننا جميعًا نمر بأيام عصيبة، أو أيام لا نشعر فيها بأنفسنا على الإطلاق، وهذا طبيعي، لكن إذا كانت هذه الأيام تشكل غالبية أيامك، فإننا نشجعك بشدة على التواصل معنا للحصول على المساعدة اللازمة التي تحتاجها.

 

إن الشعور "بلامبالاة" هو جزء من كونك إنسانًا، ولا بأس في تجربته من وقت لآخر، ومن خلال إدراك هذا المزاج كإشارة لإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وإعادة شحن طاقتك ومشاعرك، يمكنك تحويل تلك الأيام "المزعجة" إلى فرص للنمو والتطوّر الشخصي وصولًا للرفاهية النفسيّة، لذا، في المرة القادمة التي تستيقظ فيها وأنت تشعر فيها بذلك، كن لطيفًا مع نفسك ومارس أفعالًا بسيطة للعناية بالنفس، ستندهش من قوة هذه الأفعال الصغيرة وتأثيرها الكبير في إحداث نقلة كبيرة في حياتك. لذا، اقتنص هذه الفرصة عند مرورك بها، ودعها ترشدك نحو حياة أكثر عافية وسعادة وتوازنًا.