الفرح الداخلي: حماية سعادتك من العوامل الخارجية 

مشاعر السعادة بطبيعتها يمكن أن تكون هشة، غالبًا ما يبدو الأمر وكأنه بيد العوامل الخارجية، مثل الأحداث أو الظروف أو تصرفات الآخرين، ففي لحظة ما، تكون في قمة سعادتك، وفي لحظة قد تشعر وكأن الدنيا قد أغلقت أبوابها أمامك، وهذا الاضطراب في المشاعر قد يولد ضغطًا إن لم تتم إدارته بشكل صحيح. 

عليك أن تكون مدركًا أن العوامل الخارجية ستكون موجودة دائمًا، ويمكن أن يكون لها تأثير على مشاعرك، لكن من المهم أن تدرك أن سعادتك يجب ألا تعتمد على تلك العوامل، بل يجب أن تعمل على حماية سعادتك الداخلية من أي شيء قد يؤثر عليها، فعالم الخارجي مليء دائمًا بالتحدّيات. 
 

الفرح الداخلي، على عكس لحظات المتعة العابرة، هو شعور أعمق بالرضا يأتي من الداخل، إنه شعور عميق بالسلام الذي ينشأ عندما تتوافق مع ذاتك الحقيقية وقيمك وعواطفك، وهذه الحالة لا تتزعزع، حتى عندما يكون العالم من حولك فوضويًا. 
 

وعلى النقيض من ذلك، فإن العوامل الخارجية مؤقتة وغالباً ما تكون خارجة عن سيطرتنا، لذا فإن الاعتماد عليها فقط من أجل سعادتنا يشبه بناء قلعة رملية على الشاطئ، نرى المد يجرفها أمام أعيننا، وتشمل العوامل الخارجية الشائعة: آراء الآخرين، الممتلكات المادية، النجاح الوظيفي، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن توفر سعادة مؤقتة ولكنها ليست مصادر مستدامة للفرح الحقيقي. 

إذًا كيف نحمي سعادتنا الداخلية من الظروف الخارجة عن سيطرتنا؟ 

أولاً، يجب أن يكون لدينا فهم قوي لإحساسنا بالذات وقدرة جيدة على التأمل الذاتي، اقضِ وقتًا في التأمل مع نفسك، إما بمفردك أو بتوجيه من أحد المستشارين، وابدأ فهم ما يجلب لك السعادة حقًا، إن تحديد قيمك وشغفك وما يجعل قلبك سعيدًا سوف يرشدك نحو السعادة الدائمة؛ بغض النظر عما يحدث حولك. 
 

يسمح التأمل الذاتي أيضًا بوضع حدود أفضل، وهي طريقة أخرى لحماية سعادتك الداخلية، إن إنشاء حدود صحيّة أمر ضروري لحماية سلامنا الداخلي، تعلم أن تقول "لا" للالتزامات أو المواقف التي تستنزف طاقتك وتؤثر على سعادتك. إن البقاء واعيًا بحدودك وتناغمك مع عالمك الداخلي سيساعدك على الانفصال عن التأثيرات الخارجية، وإعادة الاتصال بالبهجة التي في أعماقك. 
 

في الختام، سعادتك الداخلية ليست تحت رحمة العوامل الخارجية؛ إنها جزء منك، ومن خلال حماية فرحتك الداخلية، فإنك تمكن نفسك من التغلب على تحديات الحياة بنجاح والحفاظ على نظرتك الإيجابية في حياتك، الحياة رحلة لاستكشاف الذات والرعاية الذاتية التي تؤدي إلى حياة أكثر ثراءً وسعادة، حياة تكون فيها سعادتك مترسّخة بداخلك، قويّة أمام العالم الخارجي، لذا، احتوي سعادتك الداخليّة واجعلها الشعاع الذي ينير طريقك إلى السعادة الدائمة.