العلاقات: بين بناء الحدود والانعزال

الخلافات جزء لا يتجزأ عن الحياة، سواء كان ذلك خلافًا مع زميل أو صديق، أو خلاف في الآراء مع شخص عزيز، جميعنا نواجه لحظات من التوتر والغضب في علاقاتنا، إن مفتاح اجتياز هذه الخلافات بنجاح يكمن في كيفية التعبير عن مشاعرنا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالغضب.

 

في هذه المدونة، سنكتشف الاستراتيجيات العمليّة للتعبير عن غضبنا من خلال التواصل المبني على الحدود الصحيّة والاحترام.

 

التواصل الصحي في الخلافات كفيل بحل المشكلة، فمن خلاله تُبنى الحدود الصحيّة بين الأطراف المعنيّة، وعندما يسيطر الغضب علينا، يمكن أن يُفاقم حجم المشكلة، فقد يكون الصراخ سيّد المشهد، أو الشتائم، أو إلقاء اللوم على الآخرين، أو حتى الانعزال التام عن الجميع، فمثل هذه السلوكيات يمكن أن تسبب تزيد من المشكلة وتعيق أي فرصة للتفاهم والتراضي بين الأطراف.

 

من السهل أن يحدث هذا عندما يغلب الغضب على الحوار، لذا فإن التراجع خطوة إلى الوراء واختيار التواصل بحزم واحترام يمكن أن يحول الخلاف إلى فرصة للتفاهم والتراضي، وتعد إحدى الأساليب الفعالة للتعامل مع الغضب في خضم الخلافات، هي ممارسة "التوقّف":

 

- توقف عندما تشعر بتزايد مشاعر الغضب لديك، خذ لحظة لفهم مشاعرك دون التصرف بشكل متهور.

 

- خذ نفساً عميقًا قبل الرد، وبهذا الفعل البسيط يمكن أن يساعد في تهدئة جهازك العصبي وفهم الموقف.

 

- الملاحظة، فكر في الموقف وحاول فهم مشاعرك، ما الذي أثار غضبك؟ وما هي النتيجة المرجوة من هذا الحوار؟

 

- كن واعيًا، فمن خلال النظر للأمور بوعي أكبر، تستطيع التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بشكل أوضح، واختر الكلمات الواضحة والتي بدورها أن تعزّز التفاهم بين الأطراف.

 

ومن خلال التواصل بشكل حازم وواضح، فإننا نمتلك القدرة على التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا واحتياجاتنا بطريقة محترمة وغير عدوانيّة، وهناك بعض الاستراتيجيات الأساسية للتواصل الحازم في الخلافات، كاستخدام عبارات "أنا بدلًا من أنت" فعلى سبيل المثال، بدلًا من قول "أنت لا تستمع إلي أبدًا"، حاول أن تقول "أشعر بالانزعاج عندما لا يُنصت لما أقول".

 

 

من المهم الانصات للأطراف أثناء الخلافات؛ وفي كثير من الأحيان ننشغل بمشاعرنا ونقاطع ما يرغب الآخر بإيصاله لنا، ومن أجل حل مشكلة ما بشكل نهائي، يجب عليك أولاً الانصات وتفهم وجهة نظر الطرف الآخر.

 

التعاطف هي أداة قوية في حل الخلافات، فهي بمثابة أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر ومحاولة فهم وجهة نظره ومشاعره واحتياجاته، وعندما تتبنّى مبدأ التعاطف في حياتك، فإنك تفهم وتحترم مشاعر الشخص الآخر ووجهة نظره، حتى لو كنت تختلف معه.

 

في وسط الخلافات، ينبغي أن يكون هدفنا من الحوار والنقاش هو بناء التوصل لنقطة تفاهم، وليس قطع التواصل، من خلال ممارسة التواصل الواضح والمحترم واتباع استراتيجية التوقف التي شرحناها سابقًا، يمكننا التعامل مع الخلافات بذكاء عاطفي أكبر، وتذكر أن الخلافات يمكن أن تكون بمثابة فرصة لتطوّر وتعزيز طبيعة العلاقة عند التعامل معه بمبدأ التواصل البنّاء.

 

وإذا وجدت نفسك تعاني من صعوبة التعامل الغضب أو حل المشكلات والخلافات، فلا تتردد في طلب المساعدة من أحد مستشاري "تكلّم" المختصّين، حيث يمكنهم تقديم إرشادات ونصائح قيّمة لمساعدتك على التواصل بفعالية والتعامل مع الغضب بطرق صحيّة.