اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في مكان العمل

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هي حالة تؤثر على الأطفال والبالغين على حدٍ سواء، أبرز أعراضها: الأرق، الاندفاع، وصعوبة في التركيز، وغيرها من الأعراض.

يمكن أن تكون أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تُشكّل عقبة أمام حياة الأشخاص الذين يعانون منه، خاصة في بيئة عمل تتطلب مستويات عالية من التركيز وإدارة الوقت والعمل بجد.

 

يمكن أن يتسبّب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في أماكن العمل بتأثيرات عدّة، فمثلًا: يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على إنتاجية الموظف، حيث يعاني معظم الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من الحفاظ على مستوى طاقتهم لتتناسب مع متطلبات العمل، إضافةً بأن لديهم مشكلات في إكمال مهامهم، ويمكننا القول أن الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لديهم مهارات اتصال محدودة، حيث أن تواصلهم يعتبر غير منتظم وغير متسق.

 

ويعد التأخير وإدارة الوقت أيضًا من الأشياء التي يعاني منها الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث أنهم يعانون مما يسمى "عمى الوقت"، وهو حالة لا يرى فيها الشخص الوقت بنفس الطريقة التي قد يدركها الأفراد ذوو النمط العصبي الطبيعي، لذا فإن قضاء موظف طبيعي "بضع دقائق" في شرب فنجان من القهوة قبل العمل، يوازي ما يقارب "ساعة" لشخص مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، اضافة لاعتقاده البالغ أنه قادر على تسليم عمله في الوقت المحدد بكل سهولة، ليجد نفسه في نهاية المطاف متشاجرًا مع من هم حوله حتى ينتهي الوقت المحدد للتسليم.

 

تعد صعوبة التركيز وضعف الذاكرة من الجوانب التي يمكن أن يعاني منها الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويحتاج المصاب بشكل مستمر إلى التحفيز وبذل الكثير من الجهد للتركيز على موضوع واحد لفهمه، ويستغرق ذلك منه فترة طويلة.

 

قد تبدو كل هذه الأعراض وتأثيراتها وكأن الموظف المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمثل مسؤولية تجاه مكان العمل، ولا يمكننا إنكار ذلك بالفعل.

 

يمكن أن يكون اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه نعمة ونقمة في ذات الوقت، لأنه على الرغم من التحديات التي يفرضها على الشخص المصاب، إلا أنه يمنحه ميزة عن باقي الموظفين الذين يعانون من النمط العصبي.

 

على سبيل المثال: الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هم مبدعون للغاية، وهي صفة مطلوبة بشدة في مكان العمل، حيث أن بيئة العمل بحاجة لحلول فريدة عند مواجهة المشاكل والتحديات.

 

الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمكن أن يمروا بفترات من التركيز الشديد، حيث يمكنهم التركيز على مهمة لساعات متتالية، مع قدرتهم على ضبط كل شيء حولهم حتى إنجاز المهمّة، وغالبًا ما يحدث ذلك إذا كان الفرد يقوم بعمل يستمتع ويجد نفسه فيه.

 

ومن المثير أيضًا أن الموظفين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يتمتعون بالمرونة المطلقة، ويعود سبب ذلك في اضطرارهم إلى معالجة العقبات في حياتهم اليومية، والتي لا يتعين على معظم الناس مواجهتها.

 

هذا النوع من المرونة مطلوبٌ جدًا في مكان العمل، حيث من المتوقع أن يواجه الموظفون عددًا لا نهائيًا من العقبات، لذا فإن من يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه يواجهون تلك العقبات بشجاعة تامة وجاهزية مطلقة للمخاطر، وهي السمة المطلوبة في مكان العمل المليء بالتجارب الجديدة والتطور.

 

باختصار، يمكن أن يؤثر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في حياة الشخص العملية بطريقة سلبية أو إيجابية، ويعتمد ذلك على الجانب الذي يركزون عليه.

 

 وكما نقول دائمًا، “الوعي هو المفتاح”، يمكن أن تكون معرفة نقاط قوتك وضعفك كشخص مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي الخطوة الأولى نحو اعادة توجيه تركيزك على الإيجابيات والتغلب على السلبيات، والخطوة التالية ستكون بالعمل على التغلب على الآثار السلبية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه التي يمكن أن تعيق حياتك العملية، ويتم ذلك عن طريق الأدوية والعلاجات.

 

هل تعلم أن منصة "تكلّم" تقدم حلولًا مثالية مع مستشارين مختصّين في هذا الجانب؟ ماذا تنتظر؟ بادر بحجز جلستك الآن!