القلب السعيد هو القلب الصحي: العلاقة بين صحة القلب والعافية النفسيّة 

في عالم الصحّة، غالبًا ما تكون أفكارنا تدور حول صحتنا الجسدية: فحص مستويات الكوليسترول، ضغط الدم، وكم يبلغ وزننا، هذه بلا شك هي أمور مهمّة لصحتنا العامة، إلا أن هناك عنصرًا أساسيًا غالبًا ما يتم إهماله – وهو رعايتنا النفسيّة. أشارت الأبحاث على مدى السنوات القليلة الماضية إلى وجود صلة عميقة بين صحتنا النفسيّة والجسدية - خاصة فيما يتعلق بنظام القلب والأوعية الدموية لدينا. وفي هذه المدونة سنتعرف أكثر على العلاقة بين السعادة وصحة القلب؛ وسنتعرف على أفضل الطرق التي يمكن أن تساهم بتعزيز سعادتنا لحياة ذات جودة أفضل. 

إن العلاقة بين القلب والعقل قويّة ومؤثرة؛ إنها حقيقة علميّة، ويمكن أن يؤثر التوتر والقلق والاكتئاب على نظام القلب والأوعية الدموية لدينا. الأفراد الذين يعانون من حالات اضطراب في عافيتهم النفسيّة هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية. ووفقًا لمراكز الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل اضطراب النفسيّة على مدى فترة طويلة من الزمن قد يعانون من بعض التأثيرات الفسيولوجية على الجسم، مثل زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، انخفاض ضغط الدم، تدفق الدم إلى القلب، وارتفاع مستويات الكورتيزول. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الكالسيوم في الشرايين، وأمراض القلب وغيرها. 
 

وبنفس الطريقة، فإن تأثير اضطراب الصحة وأمراض القلب والأوعية الدموية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على عافيتنا النفسيّة. في استطلاع "مسائل القلب" الذي أجرته مؤسسة القلب البريطانية والذي شمل 2777 فردًا يعانون من أمراض القلب، أفاد 77% من المشاركين أنهم يعانون من القلق، وقال أكثر من النصف (51%) شعروا بالإحباط أو الاكتئاب أو البكاء. وعلى الرغم من هذه المشاعر القوية، فإن معظم الأشخاص (67%) لم يتحدثوا إلى أي شخص عن التأثير العاطفي أو النفسي لحالتهم. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن 40% لم يتحدثوا إلى أي شخص لأنهم لا يعتقدون أنه يمكن فعل أي شيء لمساعدتهم، أو أنهم لا يعرفون كيف يتحدثون عن ذلك، أو يعتقدون أن الآخرين سيحكمون عليهم. والخبر السار هو أنه من خلال زيادة معرفتنا ووعينا بالصلة بين الصحة النفسيّة وأمراض القلب والأوعية الدموية، يمكننا جميعًا أن نلعب دورًا في كسر وصمة العار بطلب الدعم وتشجيع أولئك الذين يعانون من سوء الصحة البدنية أو النفسيّة لطلب واستقبال المساعدة التي يحتاجونها. 

والآن بعد أن فهمنا العلاقة العميقة بين السعادة وصحة القلب، فإن السؤال التالي هو: كيف يمكننا تعزيز السعادة في حياتنا لتنعكس على صحة القلب والأوعية الدموية؟ إحدى الطرق هي ممارسة الامتنان بانتظام، والاحتفاظ بمذكرة امتنان للتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك والتي يمكن أن تعدّل مزاجك وتقلل من التوتر. التواصل مع الآخرين مهم جدًا أيضًا، حيث أن الحفاظ على الروابط الاجتماعية وقضاء الوقت مع أحبائك يمكن أن يقلل من التوتر والاكتئاب. يمكن أن تساعد ممارسات اليقظة الذهنية، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق، في تقليل التوتر وتحسين صحة القلب. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من التوتر المزمن أو القلق أو الاكتئاب، فلا تتردد في طلب المساعدة من مستشاري الصحّة النفسيّة. 
 

من خلال معالجة اضطرابات العافية النفسيّة في وقت مبكر وطلب الدعم، يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب من خلال تلقي الدعم اللازم وتعزيز السلوكيات الصحية مثل الرياضة، النظام الغذائي الصحّي، والحد من التدخين. ويمكن لمتخصصي الصحة النفسيّة توجيه الأفراد حول كيفية بناء عادات صحيّة والحفاظ عليها، وتقديم الدعم والنصائح اللازمة، والانصات لهم دون أيّة أحكام. 

تذكر أنك لست وحدك، ونحن هنا لندعمك. 

في السعي للوصول لقلب سليم، من الضروري عدم إهمال عافيتك النفسيّة. إذا كنت تعاني حاليًا من مشكلة تتعلق في الرعاية النفسيّة أو أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن مستشاري تكلّم المختصّين جاهزين لمساعدتك. تواصل معنا اليوم وابدأ رحلتك نحو العافية النفسيّة. 
 

وتذكر، القلب السعيد هو القلب الصحيّ السليم.