هل تساءلت يومًا لماذا تشعر براحة بعد البكاء؟
بينما يعتبر المجتمع البكاء مرتبطٌا بالضعف، توضح الدراسات أن البكاء ليس مجرد ردة فعل عاطفية، بل جزء مهم يتحقق به راحة الإنسان، هنا سنعرض ما بينه العلم عن طبيعة البكاء وأثره على العافية النفسية والعاطفية كن مستعدا لمعرفة أولى مراحل التعافي!
وجدت دراسات في أبحاث هارفارد الطبية أن هناك انزيمات تسمى oxytocin وناقلات عصبية تسمى endorphins، تخرج خلال البكاء، وهذه الإنزيمات تُعتبر مواد كيميائية مريحة للدماغ ومحسنة للحالة المزاجيّة، وبعكس طبيعة الدموع التي تفرز للترطيب او كردة فعل من دخول الغبار وغيرها، فإن دموع البكاء يفرز من خلالها هرمونات التوتر، كأنك غسلت مشاعرك جميعها من الاذى، اضافة لذلك، فان دموع العاطفة تحتوي على نسبة أعلى من المنغنيز المنظم للحالة الذهنية والذي بدوره ينشط الجهاز العصبي السمبتاوي لإعادة التوازن للجسم، كأنك بهذا تضغط على زر اعادة الضبط لحالتك النفسية لتصل مشاعرك للحد المطلوب.
إذن فالبكاء وسيلة مهمّة لغاية الهدوء واستيعاب النفس والمشاعر أكثر، فهي تعزّز المناعة بحيث تستقبل بعدها ما يؤذيك برؤية اوضح وإدراك عقلي اعلى والنظر للأمور من زوايا أخرى، بينما كبت المشاعر رغم ثقلها دون تفريغها، ستعرقل اتخاذ القرارات الصحيحة والمهارات الفكرية تجاه ما المواقف الحياتيّة، وكما أن الإعتراف جزء من الحل، كذلك اعترافك بمشاعرك كلها خلال البكاء، أولى خطوات التعافي النفسي.
فكر بهذه الطريقة: عندما تبكي فأنت تعترف بوجود ألم عميق، تفاعلك هذا دليل على اهتمامك بما يجري وبما تريد في عالمك الخاص، وبذلك تفتح لك بابًا جديدًا لبناء نفسك وعقلك.
إذًا، لا يعد البكاء ضعفًا، بل وسيلة فطرية مهمّة للسلامة النفسيّة، وبمعرفة فائدة البكاء علميًا ندرك مدى أثر الدموع في مراحل الاستشفاء، فتذكر حين تذرف دموعك أنك في أول خطوة من خطوات التعافي.