بمناسبة أسبوع الحد التنمر، دعونا نلقي الضوء على ظاهرة التنمر المنتشرة، ونستكشف طرقًا إيجابية لمواجهة الضرر الذي تسببه هذه الظاهرة، "التنمر" غالبًا ما يرتبط بالسخرية والمضايقات التي نتعرض لها في مرحلة الطفولة، لكن في الواقع، أصبح التنمر لا يقتصر على مرحلة معيّنة وحسب، بل يمكن أن ينتشر بين البالغين وضمن فئات مختلفة، بما في ذلك مكان العمل، ومع تزايد الوعي حول هذه الظاهرة في مكان العمل، دعونا نتعمق أكثر في أشكال التنمر المختلفة، وكيفية التعامل معها حين تعرضنا لها.
يعد التنمر سلوكًا عدوانيًا متعمّدًا موجّهًا للفرد بغرض إلحاق الضرر والأذى به، على عكس الصورة النمطية للمتنمرين في مراحل الطفولة، غالبًا ما يستخدم المتنمرون في مكان العمل أساليب خفيّة ضمن صلاحياتهم داخل العمل، مما يجعل التعامل مع سلوكياتهم أمرًا صعبًا.
ولا يكون التنمر دائمًا بالشكل العلني والواضح، كالشتائم والإهانات أو السخرية أو العنف الجسدي، بل يمكن أن يتخذ أشكالًا أكثر خفيّة وخبثًا، وخاصة في مكان العمل، فمثلًا، التنمر النفسي: يُبنى على التهديد والتلاعب والإكراه والترهيب، فقد يهدّد المدير الموظف بشكل متكرر بعواقب سلبية تعود عليه، مثل تهديده بفقدان وظيفته أو خفض رتبته أو إلحاق الضرر بسمعته، لإجباره على الامتثال لمطالب غير معقولة أو غير أخلاقية، وهذا الترهيب المستمر يمكن أن يخلق بيئة عمل سامة ومزعجة، مما يجعل الموظف المُستهدف يشعر بالقلق والتوتر والعجز حيال ما يتعرّض له.
إن فهم الأشكال المختلفة للتنمر أمر بالغ الأهمية في اتخاذ الخطوة الأولى لمعالجته، قد يشعر الموظفين بالتردد والخوف في إيصال صوتهم حيال ما يتعرضون له من سوء المعاملة في مكان العمل، خوفًا من النظر إليهم بدونيّة أو بنظرة طفولية ومبالغ فيها، ومع ذلك، فمن الضروري أن تثق بحدسك وشعورك حيال ما تتعرض له من الأذى النفسي أو التخويف، وأخذ خطوة حاسمة تجاه هذا الأمر.
إذا كنت تعاني من التنمر في مكان العمل، فإن أحد أكثر الأشياء المفيدة التي يمكنك القيام بها لمعالجة ذلك هو توثيق أي موقف أو سلوك عدواني وضار، قم بتدوين التواريخ والأوقات والمواقع ووصف ما حدث؛ مع تدوين أسماء أي شهود إن وُجد، سيكون هذا مفيدًا جدًا عندما تقرر الإبلاغ عن التنمر للمسؤولين لديك.
يعد التنمر في مكان العمل مشكلة صعبة ويجب مواجهتها، ولكن اتخاذ الإجراءات اللازمة والصارمة أمر بالغ الأهمية لرفاهيتك النفسيّة وتطوّر مسارك المهني، ومن خلال التعرف على العلامات وتوثيق المواقف واتباع الإجراءات القانونيّة والمهنيّة المناسبة، يمكنك اتخاذ خطوات نحو معالجة المشكلة، وتذكّر أنك لست وحدك، وأن هناك دعمًا متاحًا لك داخل مكان العمل وخارجه، ويجب أن تكون سلامتك النفسيّة والعاطفية دائمًا أعلى الأولويات، ويعد اتخاذ خطوات لمعالجة التنمر في مكان العمل جزءًا أساسيًا من هذه العملية.