ما هو القلق؟
وفقا للأبحاث العلمية، فإن "اضطرابات القلق هي أكثر حالات الصحة النفسية انتشارًا. ورغم أنها أقل وضوحاً من الفصام، والاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، إلا أنها قد تفضي إلى نفس الإعاقة. ومازالت تجرى بعض محاولات التنقيح في الآونة الأخيرة التي تهدف إلى تشخيص اضطرابات القلق، فتكدست الجهود وانصب التركيز في مجال التشخيص على التصوير العصبي والبحوث الوراثية. ويعتمد هذا النهج جزئياً على الفهم بنحوٍ أكثر استيعاباً وشمولاً للكيفية التي يتفاعل بها علم الأحياء، والتوتر، وعلم الوراثة في تشكيل الأعراض الناجمة عن القلق "{بيستريتسكي وغيره. (2013)}.
وإذا نظرنا في مصطلح القلق، لوجدنا أنه تارة يستعمل مقيداً؛ فيراد به عين القلق؛ أي المعنى المستقل الخاص بذاته، وتارة أخرى يُستعمَل على إطلاقه؛ ليشمل كافة أنواع القضايا والمشكلات الصحية النفسية، سوى أن إطلاقه واستعماله بالمصطلح الأعم والمعنى الأشمل هو الأفضل والصواب الذي لا ريب فيه.
اضطرابات القلق:
|
اضطراب الهلع (PD) المحدد: مع أو بدون رهاب الخلاء اضطراب الذعر مع رهاب الخلاء الرُهاب الاجتماعي المحدد: اضطراب القلق العام (معمم) أنواع الرهاب المحددة (SPP) المحدّد: حيواني، بيئي، إصابة بحقن الدم، النوع الظرفي اضطراب ما بعد الصدمة المحدد: حاد مقابل مزمن، مع التأخر في البدء والظهور اضطراب الإجهاد الحاد اضطراب الوسواس القهري المحدد: مع ضعف البصيرة اضطرابات القلق بسبب: المحدد: مع القلق العام، مع نوبات الهلع، مع أعراض الوسواس القهري
|
المصدر:
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles
ما هو الاكتئاب؟
ثَمَّ دراسةٌ بحثية توضح: "إننا نصف الاكتئاب بمصطلحات سلوكية راديكالية (جذرية)، مؤكدين على المناسبات التي يستخدم فيها المصطلح، ومقللين من التشديد على أي مرض وحدوي كامن، فسيولوجي، على الحالة العاطفية التي يشير إليها المصطلح.
كلمة الاكتئاب في اللغة الإنجليزية مشتقة من الكلمة اللاتينية المتأخرة depressare والكلمة اللاتينية الكلاسيكية deprimere. كما تعني الترجمة الحرفية لكلمة Deprimere "الضغط لأسفل" ؛ تترجَم de إلى " الأسفل" كما تترجم premere إلى "الضغط" .
أما من حيث الأساس، فيبدو أن هذا التعبير يشير إلى الشعور بالثقل، أو "الضغط"، الذي يُشار إليه أيضاً بـ "حزين"، "أزرق".
كما يشير الاكتئاب إلى التعابير أو الملامح المكتئبة أو حقيقة التعرض للضغط نفسه "(كانتر وغيره، 2008).
وعلى غرار القلق، لا ينبغي أن يُنظر إلى الاكتئاب على أنه مصطلح منحصر أو محدود .
وتشير مجموعة الاضطرابات الاكتئابية ذات الخصائص المشتركة إلى أن الاكتئاب ينطوي على مجموعة متنوعة من الأحداث المحفزة السابقة العامة والخاصة التي تختلف من مناسبة إلى أخرى ولكن لها خصائص متداخلة كافية لاستخدام المصطلح بشكل ثابت.
كما نرى أن تنوع الأعراض الإضافية التي تمثلها هذه الاضطرابات يتفق مع تنوع الأسباب البيئية للاكتئاب، والحالات الفسيولوجية المسماة بالاكتئاب، والاستجابات النفسية للأسباب البيئية والحالات الفسيولوجية. وبالتالي، لا يتم طرح أو افتراض متلازمات اكتئاب شاملة في هذه المرحلة. ومع ذلك، توجد قواسم مشتركة في التاريخ، والسوابق البيئية، والأعراض التي يمكن من خلالها توجيه القرارات للعلاج. وبالتالي، فإن فهمنا للاكتئاب يجب أن يسمح بالتنوع الكبير في ظروف التحفيز التي تستخدم المصطلح في هذه المناسبة (كانتر وآخرون، 2008).
الاكتئاب هو نوع آخر من أنواع الأمراض المتعلقة بالحالة النفسية، كغيره من قضايا ومشاكل الصحة النفسية الأخرى. ويظهر في أشكال مختلفة ولدى أشخاص مختلفين، ولعل هذا هو السبب في أن فهمه ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار الدقيق والبحث والتعاطف.
ما هو الضغط النفسي؟
يشكل الإجهاد جزءًا أساسيًا لا سبيل إلى إنكاره من استجابة الكائن الحي لبيئته. وبالتالي، فإن مدى الإجهاد الذي يحيط بالإنسان ومدى قدرة المرء على الاستجابة لهذا الإجهاد يمكن أن يقرر ويؤثر على صحة ورفاهية الفرد، ولا شك أن للضغوط تأثيرات كبيرة على الحالة المزاجية الخاصة بنا، وعلى إحساسنا بالرفاهية، وسلوكنا، وصحتنا. وقد تكون استجابات الإجهاد الحادة لدى الشباب الأصحاء تكيفية ولا تفرض عادة عبئاً صحياً. وتتأثر العلاقة بين الضغوطات النفسية الاجتماعية والمرض بطبيعة عوامل الضغط وعددها واستمرارها وكذلك الضعف البيولوجي للفرد (أي العوامل الوراثية والعوامل الدستورية) والموارد النفسية الاجتماعية وأنماط التأقلم المكتسبة.
وقد أثبتت التدخلات النفسية الاجتماعية أنها مفيدة لعلاج الاضطرابات المرتبطة بالضغوطات وقد تؤثر على مسار الأمراض المزمنة (شنايدرمان وغيره. (2005).
هناك العديد من قضايا الصحة النفسية التي تجد مصدرها في الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد، ولهذا السبب لا يمكن تجاهل الإجهاد باعتباره شيئا خارج نطاق الصحة النفسية.
إدارة الصحة النفسية أثناء جائحة كوفيد -19
وقد تصاعدت حالات الاكتئاب والقلق والتوتر بشكل جذري أثناء جائحة كوفيد -19 وبعدها. ونتيجة لذلك، تدهورت الصحة النفسية لدى العديد من الأفراد. واكتُشفت العديد من الطرق للتعامل مع تدهور الصحة النفسية، وخاصة خلال الجائحة المستمرة.
خذ فترات راحة: تأكد من عدم اطلاعك على الأخبار المتعلقة بالوباء في أغلب الأحيان. وابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي، ومستجدات الأخبار، وحتى قراءة الصحف والجرائد.
وفي حين أنه من الضروري البقاء على دراية واطلاع بالأخبار المتعلقة بعدد الحالات وانتشار اللقاحات والإحصاءات العالمية عن الوباء، فمن المهم أيضاً الحفاظ على صحتك وسعادتك. فاعمل على أن تقتصر في سماعك للأخبار على أوقات معينة فقط في اليوم. أما في سائر الوقت، فتأكدوا ان تكونوا على حذر تجاه كافة الاجهزة الالكترونية التي يُخشى أن تزودكم كل ساعة بمستجدات مؤلمة عن الموت أو المرض.
عليك بالإعتناء بجسدك:
فإنه من الأهمية بمكان كبير جداً، ولاسيما عندما يشعر المرء بأنه ضعيف جسدياً وعقلياً على حد سواء. فيجب أن تعتني بجسدك عن طريق تناول الوجبات الصحية والمتوازنة والمغذية (حتى لو كان إغراء الاستمتاع بالواجبات السريعة أو الطعام غير الصحي قوي للغاية!). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون تشكيل نظام ممارسة الرياضة بانتظام مفيدًا للغاية في الحفاظ على السلامة البدنية والعقلية. فالحصول على قسط كاف من النوم، وخصوصاً في الفترة التي من الليل، هو أمر بالغ الاهمية ليبقى المرء بصحة جيدة ولياقة عالية.
وعندما تشعر بالقلق او الاجهاد، من المهم أن تعالج المشكلة على الفور. فخذ نفَساً عميقا وهدئ من روعك بمقاومة مخاوفك بالحقائق الواقعية.عليك أيضاً أن تكف عن تناول الكثير من الكافيين أو السكر أو غيرها من المواد الضارة التي قد تؤدي إلى تدهور صحتك النفسية والجسدية على المدى الطويل.
اصنع علاقات مع اشخاص تهتم لأمرهم ويهتمون لأمرك:
فضلًا عن أن تأخذ قسطًا من الراحة وتخصص شيئا من الوقت لفعل الأمور
التي تتمتع بها. فهذا من شأنه أن يساعدك على الشعور بأنك متصل، مسموع، محبوب والأهم من ذلك كله، سيمنعك من الشعور بالوحدة. وسيكون من الجيد للغاية أن تبوح لشخص تثق به وتناقشه وتبيح له بمكنون فؤادك أو تطلع الآخرين على مخاوفك وإجهاداتك، لا سيما تلك المتعلقة بالوضع الوبائي. حتى أثناء ممارسة التباعد الاجتماعي، يمكنك التحدث والتواصل مع الناس في حياتك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الهواتف، مكالمات الفيديو أو الرسائل النصية.
الاستشارة عبر الإنترنت:
إذا كنت تعتقد أن مخاوفك وإجهاداتك قد تتطور وتصل إلى مشاكل صحية عقلية أخطر، فحاول الحصول على الاستشارة عبر الإنترنت. وهذه طريقة آمنة لطلب المساعدة ومحاولة تحسين صحتك النفسية والعقلية في هذه الاوقات العصيبة. إذا كنت تشعر أن الاستشارة عبر الإنترنت قد تكون هي الطريقة المثلى بالنسبة لك أو تريد فقط إجراء محاولة ما لمعرفة ما إذا كانت ستساعدك، يمكنك الحجز في جلسة مع محترفين مدربين من خلال تقديم الاستشارة عبر الإنترنت في الموقع التالي: https://takalamhere.com
الاستفادة القصوى من الاستشارة عبر الإنترنت
لقد كانت الاستشارة عبر الإنترنت أسلوباً ناشئاً من أساليب العلاج على مدار فترة كبيرة من العقد الماضي. ومع ذلك، كانت جائحة كوفيد -19 من أشد العوامل التي ساعدت في الارتفاع المفاجئ في حالات منصات الاستشارة عبر الإنترنت؛ فقد "استلزم تفشي جائحة كوفيد -19 تغييرات مفاجئة وجذرية في تقديم الرعاية الصحية النفسية، حيث فُرضت تدابير صارمة للإغلاق والمباعدة الاجتماعية في المراحل المبكرة من الجائحة.
وما بين عشية وضحاها، اضطر العاملون بمجال الرعاية إلى نقل ممارساتهم إلى الوسائل الإلكترونية وجهاً لوجه "[(فيجت وآخرون. (2020)] “.. (وفي الواقع، اتخذت شركة تكلم للمشورة عبر الإنترنت خطواتها الوليدة والأولى من نوعها خلال بداية الجائحة.
كان يبدو لمعالجي الصحة العقلية أن أفضل طريقة لمعالجة قضايا الصحة النفسية - خلال فترات الإغلاق المفروض وحظر التجوال وعمومًا إجبار الناس على البقاء في منازلهم - هي إطلاق طريقة يمكن من خلالها للأفراد الاستفادة الجمة من الاستشارة، ولكن شريطة البقاء بعيدًا عن خطر الاتصال بفيروس كورونا المُعد -ومن هنا جاءت الاستشارة عبر الإنترنت.