في روتين حياتنا اليومية، من السهل أن ننشغل في روتين من الأمور الحياتية، غالبًا ما تجعلنا واجباتنا في العمل ومسؤوليات الأبوة والأمومة والأعمال المنزلية نشعر بأننا محاصرون في هذا الروتين، وعندما نشعر بهذه الطريقة، نبدأ باستشراف المستقبل ونلقي أنظارنا على ماهو قادم، ننتظر بفارغ الصبر الأيام التي سنجد فيها تجربتنا الاستثنائية الجديدة القادمة، ولكن، ماذا لو قلنا لك أنه حتى اللحظات الأكثر روتينًا، لديها القدرة على إلهامنا واستشعار بعمق للامتنان؟ في هذه المدونة، سنكتشف كيف يمكن للحظات "اللامبالاة" التي نشعر وكأن أيامنا باهتة فيها، أن تصبح فرصًا لليقظة الذهنية، سنزوّدك بتمارين عملية لممارسة اليقظة الذهنية في حياتك اليومية.
جميعنا نمر بأيام قد نشعر فيها بانعدام الإلهام أو ببساطة، نشعر وكأننا لسنا على ما يرام، بدلًا من النظر إلى هذه اللحظات على أنها سلبية، اعتبرها بمثابة دعوة لاكتساب الوعي، وفرصة لاكتشاف الجمال في التفاصيل، كأن تستيقظ، وتأخذ بضع دقائق للتركيز على أنفاسك، وتستنشق بعمق من خلال أنفك، وستشعر بالهواء يملأ رئتيك، ثم أخرجه ببطء من خلال فمك، حدد نية لهذا اليوم، وتحدث إلى نفسك بصيغة الحاضر عندما تفعل ذلك، على سبيل المثال، "أرى الجمال الذي يحيط بي" أو "أنا حاضر في كل لحظة"، إن استخدام عبارات "أنا موجود"، بدلاً من عبارات "سأفعل"، يغير عقليتك ولا يترك مجالًا للشك أو التردد.
هناك طريقة أخرى يمكننا من خلالها محاربة "شعور اللامبالاة"، وهي ممارسة اليقظة الذهنية أثناء المشي بالخارج، سواء كنا نسير إلى العمل أو المدرسة أو حتى في أرجاء الحي، فهذه فرصة عظيمة لتحويل التجربة العادية إلى تجربة "واعية"، انتبه إلى الإحساس بلمس قدميك للأرض، أو حفيف أوراق الشجر، أو الأصوات الأخرى في محيطك، انتبه إلى الإحساس بدرجة الحرارة على بشرتك؛ سواء كان ذلك ضوء الشمس أو الرطوبة أو النسيم العليل أو البرد، فمن خلال تحويل انتباهنا إلى هذه الأحاسيس، يمكننا تحويل اللحظة العادية إلى لحظة تكون فيها منخرطًا بالكامل وحاضرًا بشكل كامل في تفاصيل هذه الحياة.
في نهاية اليوم، خذ بعض الوقت للجلوس والتفكير في اللحظات العادية التي جلبت لك السعادة أو السلام، وفي ميزة تدوين اليوميات الموجودة في "تكلّم"، يمكنك تسجيل ما كان يحدث بالضبط في كل لحظة؛ تدوين ما تشعر به والتعبير عن الامتنان لكل ما هو حولك، خلافًا للاعتقاد الشائع، بأن التدوين فقط للأشياء العظيمة والأحداث الكبيرة التي تحدث في حياتك، بل يمكن أن يكون ببساطة كوبًا دافئًا من الشاي أو كوبًا رائعًا من القهوة، أو كلمة طيبة من زميل، أو صوت المطر المريح على نافذتك، التعرف على هذه المتع البسيطة وتدوينها والامتنان لها يمكن أن يعمق ممارسة اليقظة الذهنية لديك.
في بحثنا المستمر عن التجديد، غالبًا ما نتجاهل الجمال العادي، لحظات "اللامبالاة" يمكن أن تكون دليلنا لليقظة والامتنان، ومن خلال تقبّل واستشعار هذه اللحظات العادية وممارسة تمارين اليقظة الذهنية، يمكننا اكتشاف الثراء والجمال الموجود في الحياة اليومية. لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها "بالكآبة"، تذكر أنها قد تكون مجرد فرصة للهدوء، واستشعار الحاضر، وعيش اللحظة، واكتشاف ما هو غير عادي في المألوف!
تذكّر: اليقظة الذهنية ليست مخصّصة فقط للحظات غير العادية؛ إدراك ذلك يمكن أن يعزز نوعية حياتنا اليومية.