متلازمة المحتال هي نمط شخصية منتشر تتمثل بشعور أصحابها بعدم الثقة بأنفسهم ومؤهلاتهم رغم تحقيقهم للانجازات، والخوف الدائم من أن يصفهم الآخرون بالاحتيال رغم كفاءتهم، وهذه الظاهرة يتقمصها الكثير من الأفراد في مكان العمل. ان استمرار هذه المعاناة في محاولات لخلق الثقة عند الشخص والإيمان بانجازاته، من شأنها إعاقة التطور والازدهار في مكان العمل.
نحن ندرك أثر هذه المتلازمة على العافية النفسيّة وعلى التقدم المهني، ونزوّدك كذلك باستراتيجيات قوية لتجاوز هذه الظاهرة وتقوية شعور الانتماء وتعزيز تقدير النفس الايجابي ضمن بيئة العمل.
متلازمة الاحتيال من شأنها أن تزرع شعورًا لدى الفرد بأن إنجازه لا يُذكر وغير مهم، وأنه لا يملك المهارات والكفاءات المناسبة للمؤسسة والفريق، وهذا الانتقاص الداخلي يصبح مرتبطًا بالخوف والقلق الدائم من أن يتهمه أحدهم بالاحتيال، لذا إن عرض وتفسير هذه الظاهرة بشكل عام هي الخطوة الأولى لتجاوز عقباتها لاحقًا، فمن خلال كسر الصمت يستطيع الأفراد مقاومة هذا النمط الفكري السلبي وتعزيز بناء تقدير النفس.
تظهر أهمية الشعور بالانتماء هنا بقدرة الفرد على تجاوز هذه المتلازمة، حيث أن توفير بيئة داعمة تستوعب الاختلاف ووجهات النظر يُشعر الفرد بقيمة وجوده وتميزه بأفكاره ومساهمته، وهذا ما سيشعره بالانتماء بهم، وبناءًا على ذلك، الأفراد الأكثر انتماءًا هم الأكثر راحة و قدرة على مقاومة الشعور بالدونية وعدم تقدير النفس.
أما أصل متلازمة الاحتيال، فهي تنشأ غالبا من وهم الكمال ورفع سقف التوقعات، لذلك قبول الضعف هنا هو الحل، ويأتي من معرفة أن الجميع يخطئ وأن الجميع يمر في تجارب وانتكاسات، لهذا، قبول نفسك كما هي ومعاملتها بالرحمة وفهم طبيعتها هو ما يجب فعله، كما يجب عليك أن تحاول التعامل مع الآخر بذات الرحمة إذا واجه نفس الشعور، وتذكّر؛ الخطأ جزء مهم في عملية النمو والتطوّر لدى كل فرد.
حديث النفس السلبي ايضا له دور في تشكيل وتمكين هذه المتلازمة، لذلك عند البدء في محاربة هذه الظاهرة يجب التخلص من هذه الأفكار الداخلية السلبية عن النفس، ويستطيع الأفراد تمرين نفسه على التركيز دائمًا على نقاط قوته ونجاحاته السابقة، بدلًا من تبنّي هذه الأفكار السلبية وإسقاطها على حياته.
إن تجاوزَ متلازمة المحتال ليست رحلة فردية، بل لابد من طلب المساعدة من الزملاء والمستشارين المختصّين، وهذا يعتبر وسيلة جيدة لإعادة بناء الثقة بالنفس، حيث أن فتح باب الحوار ومشاركة الأفراد للحديث عن هذه المتلازمة هو أمر إيجابي يوصل رسالة لهم أنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم، وهذا ما يعزز التآلف فيما بينهم.
لاشك أن متلازمة المحتال هي حاجز ضد تطوير الذات الحقيقي نحو الاحترافية. في تالاكام، نحن نساعد في تهيئة جوٍّ من التقديروالانتماء والمرونة لصدّ هذه الظاهرة من خلال وضع استراتيجيات لتعزيز قبول الذات وممارسة الحديث الإيجابي مع النفس وطلب المساعدة وتهيئة بيئة عمل داعمة، كل ذلك أدوات مهمة لنا لتوفير بيئة محصنة للافراد.