في عالم الإدمان، تحتل المقامرة مساحة غالبًا ما يتم تجاهلها على الرغم من أنها لا تنطوي على تعاطي المخدرات بالمعنى الحرفي، إلا أنها يمكن أن تكون بنفس القدر من الخطورة، مما يؤدي بالأفراد إلى الإدمان الخطير، على غرار العلاقة بين الصحة النفسيّة والجسدية التي تمت مناقشتها في العديد من المقالات، فإن الطبيعة المعقدة لإدمان القمار يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على كل من الفرد والمجتمع.
المقامرة لا تقتصر على خطر الإفلاس وحسب
في جوهره، لا يتعلق إدمان القمار ببساطة إلى الاساءة في استخدام المال أو عدم ضبط النفس؛ بل إنه اضطراب معقد متأصل في نظام المكافأة في الدماغ، مثل الإدمان على المواد المخدرة أو الكحول، تحفز المقامرة إطلاق الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة ويمكن أن يتحول التشويق والترقب الذي نشعر به عند وضع الرهان بسرعة إلى رغبة هائلة بمطاردة هذا الشعور، متجاهلين الخسائر المتزايدة والعواقب السلبية.
أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من إدمان القمار غالبًا ما يظهرون أنماطًا سلوكية مشابهة لتلك التي لوحظت في اضطرابات تعاطي المخدرات، كالأرق، أو التهيج، أو القلق عند محاولة إدمان القمار، او القلق عند محاولة التوقف عن المقامرة، علاوة على ذلك، وكأنواع الإدمان الأخرى، يمكن أن تؤدي المقامرة إلى آثار سلبية مختلفة على الصحة النفسيّة والجسدية للشخص.
من العلاقات المتوترة والانهيار المالي إلى الاكتئاب والقلق، يمكن أن يتسبب تأثير إدمان القمار إلى كل جانب من جوانب حياة الفرد، وكثيراً ما يكون شعور العار المرتبط بالمقامرة إلى تفاقم هذه الصعوبات، مما يتسبب في معاناة الكثيرين بصمت، والتردد في طلب المساعدة بسبب الخوف من الحكم أو الانتقاد.
تذكّر .. دائما هناك أمل…
تمامًا مثل أي إدمان آخر، هناك أمل ودعم متاحين للأفراد الذين يعانون من إدمان القمار. تختلف خيارات العلاج من بدءًا من العلاج الفردي ومجموعات الدعم، إلى الأدوية والتوجيه المالي، وأظهر العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، على وجه التحديد، فعاليته في مساعدة الأفراد على التعرف على الأفكار والمعتقدات غير المنطقية التي تدفعهم نحو القمار، ثم تحديدها وبدء العمل عليها، مما يمكّنهم من استعادة السيطرة على حياتهم.
إن تنمية الفهم والتعاطف بشكل أفضل تجاه الأفراد الذين يعانون إدمان القمار أمر بالغ الأهمية في كسر الحواجز التي تحول دون طلبهم للمساعدة، وذلك من خلال إزالة وصمة العار المحيطة بالإدمان وتعزيز ثقافة التعاطف والدعم، يمكننا خلق بيئة أكثر دعمًا وفعالية لمعالجة إدمان القمار داخل مجتمعاتنا.
في الختام، فإن إدمان القمار يؤثر على الأفراد والمجتمع بطرق عميقة ومدمرة في كثير من الأحيان، ومن خلال إدراك تحديات هذا الاضطراب واعتماد نهج شامل للعلاج والوقاية، يمكننا تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر تفاؤلاً لانقاذ المتضررين من إدمان القمار.
تذكر، إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يواجه إدمان القمار، فأنت لست وحدك، اطلب المساعدة اليوم - فهي سرية للغاية ومجانية! احجز الآن مع أحد مستشاري تكلّم المختصّين لبدء رحلتك نحو حياة أفضل مليئة بالسعادة والعافية.