الاكتئاب بمثابة عدو قوي، قادر على إلقاء ظله المظلم طويلًا وعلى كل جانب من جوانب حياتنا، ويمكن أن يجعلنا نشعر باليأس، وانعدام القيمة، وكأننا بطريقة أو بأخرى، لا نستحق السعادة والحب في حياتنا، ومع ذلك، فإن إحدى أهم الحقائق التي يجب تذكرها هي أن الاكتئاب لا يحدد قيمتك، أنت ذو قيمة عالية بطبيعتك وتستحق حياة طيبة، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهها، وفي هذه المدونة، سوف نستعرض أهم الإرشادات حول كيفية استعادة الإحساس "بقيمتك الذاتيّة".
الاكتئاب وسيلة لتشويه تصوّرنا لأنفسنا، إنه يقنعنا بأننا ضعفاء أو غير قادرين على فعل شيء، أو حتى لا نستحق الحب والنجاح، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى زيادة الشك الذاتي وانعدام الأمان لدينا، مما يجعلنا نشعر بأننا محاصرون في دائرة من السلبية، لكن من المهم أن تدرك أن هذه الأفكار هي نتاج للاكتئاب، وليست انعكاسًا صحيحًا لحقيقتنا.
قيمتك كفرد لا تحددها صحتك النفسيّة ولا أي عوامل خارجية، إنه جانب متجذّر في هويتك، ويعد الاكتئاب أحد أكثر حالات الصحة النفسيّة شيوعًا، حيث يؤثر على أكثر من 280 مليون شخص حول العالم، ويمكن أن يصيب أي شخص بغض النظر عن قيمته أو ما يملك.
عندما تكون في وسط الاكتئاب، تذكر أن إنجازاتك السابقة وتجاربك الإيجابية هي دليل على قدرتك وقيمتك، فهي تظل بمثابة شهادة على قدراتك، حتى وأنت تعاني الآن، لا تزال قيمتك ثابتة، يمتلك كل شخص منّا مميّزات وصفات ومواهب ونقاط قوة عديدة، وقد يعمي الاكتئاب عنك هذه الحقائق مؤقتًا، لكنهم مترسخون بك وجزءًا لا يتجزأ من شخصيتك.
غالبًا ما يولد الاكتئاب أفكارًا سلبية وانتقادات مستمرة للذات، فعندما تنشأ هذه الأفكار، تحدّاها واسأل نفسك فيما إذا كانت تلك الانتقادات انعكاسًا دقيقًا وصحيحًا لذاتك الحقيقية، أم هي مجرد نتيجة لما يعكسه الاكتئاب، ومن خلال التشكيك في هذه الأفكار وإعادة صياغتها، يمكنك استعادة المنظور الأكثر واقعية وإيجابية لنفسك.
إحدى الخطوات الأكثر تأثيرًا والتي يمكنك اتخاذها لاستعادة قيمتك الذاتية هي طلب المساعدة من أخصائي الرعاية النفسيّة، يمتلك مستشارينا المختصّين في تكلّم المعرفة والخبرة لارشادك خلال مرورك بالاكتئاب، وهم على أتم الاستعداد لمساعدتك على تبنّي أفكارًا أكثر دقّة وصحّة عن نفسك، وتوضيح وفهم قيمتك الذاتيّة التي لا تقدر بثمن، لضمان عدم نسيانك اياها أبدًا.
تذكر أن الاكتئاب هو حالة مشاعرية تمر بها، وليس جوهرك وشخصيتك، فقيمتك ثابتة وراسخة لا تتزعزع، ولديك القدرة على التطوّر والتعافي لخلق حياة طيبة تليق بك، لذا لا تدع أكاذيب الاكتئاب الخادعة تطغى على قيمتك الحقيقية، قدّر قيمتك، ومع الوقت والدعم اللازم لك، يمكنك أن تجد طريقك نحو حياة أكثر سعادة وعافية ورضا.